H ساعي البريد | رسالة الى بؤبؤ العين ولكنها غير مؤرخة ولا أستطيع تذكر تاريخها | رانيا محمد

ساعي البريد | رسالة الى بؤبؤ العين ولكنها غير مؤرخة ولا أستطيع تذكر تاريخها






إلى من سيصله هذا المكتوب كما تصلني أعذاره ; متأخرة جداً 




إلى منزل هذه الروح  .. 


لا يخفيني علماً ان حقيقة الكلمات المكتوبة تخفي حقيقة الأمور بالعادة ، خاصة اذا كانت أموراً تعاش وترى على أرض الواقع لكن ما أن شرعت في الكتابة وأنا واثقٌ من أن كثافة وعمق الكلمات سوف تصل حتى لو كانت على أرض الورق  . 



هبط الظلام على المدينة أنها الثانية بعد منتصف الليل ، وجلست خلف الحاسوب أكتب أتسائل عن السبب الحقيقي الذي يدفعني للتفكير بك وكتابة رسائل لن أبعثها أبدا! هل هو الحب؟ ام تراه شيء آخر لا أعرف ماهيته ؟ صداقة بأقنعةٍ عاطفية ؟ ام هي عاطفة تخللتها الصداقة ام هو الجوع العاطفي الذي لا يمكنني تفسيره او حتى تعريفه من غير الولوج في التأويلات المختلفة





صديقي\حبيبي الأصدق الأكذب وأسمح لي أن أسميك بما أشتهي 


وبخاصة أني أكتب لك في المرة الأولى ولا أجدك أمامي .. 

عندما لمحتك للمرة الاولى..

في هيئتك وحضورك بدا لي انك ذكي ولمّاح وأنا أتصورك كذلك ولكن

في هذه الحال يظهر سؤال صعب ، هل يا ترى لم تفهم تلميحاتي ؟ لنفترض ذلك لكن ، دعني أخبرك أني لم أرغب بك فجأة ، رغبتي بك لم تكن نشوة لحظية تحت تاثير أغنيةٍ ما ولم تكن أيضاً بفعل إنفعالي مع رواية مبتذلة ورغبةً مني في تقمّصها إنما رغبت بك لما هو نادر الحصول عليه وفيما تكمن صعوبة خلقه مع أحد غيرك إني أراك ولست أراك إلا بلسماً لكل مامضى من جروح او ربما على سبيل الدقة دعني أقول إني أحسبك ملاذاً آمناً من تلك المخاوف الصغيرة الجميلة=) .



لازلت اذكر اتساع بؤبؤ عينيك الناعستين



على مايبدو اني معك كنت ألعب دورا من أدوار الحياة في مسرحية اسمها الملاّح الرمادي الذي أضاع بوصلته 



بالمناسبة انا الملاّح اللمّاح الرمادي وأنت البحر الذي كنت ارجو ان يكون البحر والمرسى .




-في المشهد الأخير من المسرحية ؟ -



الملاّح الرمادي يصل إلى البرّ وقد خانته فطنته وتاه و خذلته خرائطه في هذه الرحلة التائهة المتخبطة بين أمواجك .

الملاّح الرمادي كان يظن أن البحر هو منزله وكان يألفه كما يألف أهله تماماً فعلى الرغم من عواصفك كان الملاّح يظن انه سوف يستطيع عليك صبراً ..

في المشهد الأخير أدرك الملاّح الرمادي انه لم يعد يطيق هذا اللون 

وأدرك أن صفوك العاصف ليس الا قناع مزيف

وأبحر نحو المرسى حيث يرسو على برّ يتعدى اللون الرمادي بأطياف 


هل لهذه المسرحية جزء ثاني يابؤبؤ العين ؟


-تمت-




رانيا محمد 2021

Share this:

JOIN CONVERSATION

    Blogger Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق