H مذكراتي | الكابوس المرير .. قـفلة الكاتـب . | رانيا محمد

مذكراتي | الكابوس المرير .. قـفلة الكاتـب .

قـفلة الكاتـب - writers block 


أسوأ كابوس قد تواجهه في حياتك هو عيشك لحالة " قـفلة الكاتـب " .. عندما يجبرك عقلك على الراحة شئت ذلك أم أبيت .. 
حالة الكتابة والتشطيب وتمزيق الصفحات حالة عدم الرضا عن كل ماتقدمه وتنتجه بقلمك , وعدم القدرة على كتابة شي لا يستحق الإعدام بالشطب .. والشعور بفقدك لمصادر الإلهام ... 
حالة قفلة الكاتب هي حالة طبيعية تواجه كثير من الكُتاب قـفلة تكتم أنفاس أفكارك فربما تقتلها وأحياناً تنجو ولكن للأسف تنجو كألطفل الغير مكتمل النمو وتجعلك غير راضي عن عملك ولكن ( مشي حالك هذا اللي طلع معاي .. صح ؟) وتذكرك أنت ياعزيزي القارئ والكاتب معاً بأن تحمد الله وتشكره انه عافاك عن هذا الإبتلاء وفضّل مقالاتك وشِـعرك عن مقالات غيرك تفضيلاً كثيراً !!  .

الأسباب كثيرة ولايمكن حصرها واختلف كثير من المحللين عن أسبابها وماهيتها وطرق حلولها فعلى سبيل المثال ، الكاتب ستيفن كينج واجه قفلة الكاتب أثناء كتابته لرواية The Green Mile لدرجة انه عبّر عن معاناته مع قفلة الكاتب في روايته التي تلت الاخيرة Secret Window ! ( شاهد الفيلم )  .
في علم النفس تُسمى هذه الحالة بـ ( متلازمة الصفحة البيضاء) وهذا يذكرني بالكاتب إرنست همنجواي عندما سُئل عن أكبر مخاوفه فكان الجواب الصاعق : صفحة بيضاء ! . 
كيف يمكن لصفحة بيضاء ان تكون هاجساً ومصدر تحدي على قدرة الكُتّاب على التعبير ؟ 
لن أجيب على السؤال ليس لأني بكل بساطة لا أعرف الجواب بل لأني ضحية لـ قـفلة الكاتـب وربما لازلت الضحية لا أعلم تحديداً موقعي .. سوى اني حظيت بقطعتي من الكعكة !  معاناتي مع قفلة الكاتب صنعت جداراً متينا بطول 10 أقدام بيني محبرتي وورقتي حيث انني فقدت الإلهام والمرونة في الكتابة وفي تحفيز نفسي للكتابة وانقطع عني الوحي في كتابة الشعر وبات الوضع مخيفاً مسبباً لي دوامة وأعاصير من الهلوسة  والهواجيس هل فقدت مهارتي ؟ هل فقدت القدرة على ترجمة ماحولي ؟ شيئاً فشيئ أصبح الأمر مخجلاً في أن أصرح به لمن حولي ,, وكأنه وصمة عار على الكاتب ! . 

بإمكانك فهم قـفلة الكاتـب بشكل أوضح أكثر إذا عرفت الأسباب ، معظم حالات قفلة الكاتب سببها التوتر النفسي أو الكبت النفسي الذي يمنع تدفق الأفكار ويحد من الكتابة الإبداعية ويحصر التفكير الخلاّق , والقلق والإكتئاب والتفكير المفرط ( صعوبات الحياة) عوامل تخلق لك قفلة الكاتب في نفسيتك وعقليتك وتحجب عنك رؤية الإبتكار فيما حولك ! ربما وجود موعد تسليم محدد يكون سبباً كبيراً لمعاناتك من قفلة الكاتب ! وهذا يعزز من رأيي في كون ان الكتابة لا يمكن ان تكون مهنة صحية للإنسان في حين انها قد تكون من أصحّ الهوايات ! ، وهناك أيضاً أسباب جسدية لها كقلة النوم وضعف الشهية  العيش بعشوائية و إعتباطية وعدم توفر جدول يومي واضح لمهامك اليومية قد يكون من الأسباب الرئيسية لزيارة قفلة الكاتب لك !.  
لا تتوقع بإن الإلهام سيطرق باب غرفتك منتظراً إياك ان تأخذه بالأحضان الدافئة ! 
ولن أقول لك إصنع إلهامك بنفسك , فأنت تعاني من قـفلة الكاتـب اللعينة !! لا تذعر ولا تركز على المشكلة أكثر من المطلوب فأن تركيزك يعززها . لكن  هنالك حلول بالتأكيد .. بالنسبة لي كنت أعرف تماما علّتي , كنت بحاجة لأخذ إجازة عمن حولي كنت بحاجة إلى السفر , بحاجة لأن أنقطع عن الشبكة العنكبوتية لفترة من الزمن لفلترة أفكاري وإعادة ترتيب قطار مشاعري -  وسأكتب بإذن الله مقالة عن أهمية ممارسة التأمل والابتعاد عن الإنترنت -  فعلت ذلك بالاإضافة إلى لجوئي  إلى تمارين أعادت لي  لياقتي  الكتابية . قمت بتجربة أكثر من تمرين ولكن ليس بصفة دائمة .. و أنصحكم بالمواظبة على التمارين لا تقتدوا بي هذه المرة فقط ههههه ، 

التمرين الأول البحث عن صور لرسمات صامتة وأحاول التعبير عنها وكتابة مشاعري تجاه الرسمة واحاول تخمين شعور الرسام وأحاول بأن أرتدي قبعة الناقد المحترف أحاول بأن أكتب كلمات دلالية عن الرسمة ! وهذا التمرين ساعدني كثيراً ولن أتوقف عن ممارسته لئلا أعود لهذا الكابوس !! 
وهنالك أيضاً طريقة مجربة ومضمونه تشبه طريقتي ذكرتها الكاتبة الأميريكة جوليا كاميرون في كتابها The Artist Way  
وهي ان تحظى بقدر كافي من النوم ليلا ً وإن كنت في إجازة ، العبرة هنا بأن تتجنب السهر ! 
أن تستيقظ صباحاً وتؤدي طقوسك الصباحية اليومية ومن ثم امسك ورقة وقلماً أو استخدم الكومبيوتر لابأس وقم بكتاب كل مايخطر في بالك ليس من المهم أن يكون منسقاً ومرتباً فقط أكتب الى اللانهائية اكتب . مهما كان سخيفاً ومن غير معنى وفوضوياً لمدة نصف ساعة تقول كاميرون في كتابها في ممارستك لهذا البرنامج لمدة شهر على الأكثر سوف تتخلص من قفلة الكاتب ! 
لا تحاول علاج قفلة الكاتب فور حدوثها .. دعها تأخذ وقتها وخذا انت اجازتك المحتومة عليك ف حدوثها لك يعني انك بالفعل بحاجة إلى الراحة والإسترخاء على أقل تقدير . 
  just keep calm and  write something.....
أراكم في مقالة قادمة وقريبة 
لنأمل بإني بالفعل تلوّت تعوذيتي على النحو الصحيح هذه المرة ! 




 رانيا محمد . 

Share this:

JOIN CONVERSATION

1 التعليقات:

  1. حبيييتها، أقدر أقولها إنها من التدوينات المفضلة بالنسبة لي، عجبني اسلوب الكتابة، ويضحك أننا نكتب عن عجزنا عن الكتابة لما نعجز عن الكتابة ويعطينا الخلاص. سويتها مرتين يمكن ��. والشي الرهيب الرهيب مرة أن في حل، أحس البعض يعطيني حلول أو اقتراحات وبس أمل شوية من القراءة فأنتِ كاتبة بأسلوب حلو وخلاني اجلس مبسوطة وفي نفس الوقت متحمسة أعرف كيف أتغلب على "قفلة الكتابة"
    دائمًا تجيني، وأحس بالخجل تجاه بعض التدوينات اللي أكتبها لأن خلاص قفل عقلي ما أقدر أكتب شي حلو مهما حاولت، ذكرتيني بالكتابة الدائمة لأي شي، كانت تفيدني في الفصل الأول بس حاليا مع ازدحام اليوم قل كتابتي وزادت الأوقات اللي أحس فيها بصعوبة
    في الكتابة. وآه في مقال حلو لعبد الوهاب مطاوع اسمه "الهام زعلانة" يتكلم عن نفس الشي.
    أشكرك مرة.

    خديجة

    ردحذف